الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام".. سكان عفرين بين فكي كماشة

بعد سيطرة
فصيل الجولاني يسيطر على عفرين

يعيش سكان مدينة عفرين منذ الأسبوع الفائت، حالة من التخبط وعدم الاستقرار بعد تمكُن "هيئة تحرير الشام" من السيطرة على كامل المدينة مع انسحاب بعض المليشيات المسلحة منها.

وتقاتلت المليشيات التي كانت تتواجد في المدينة بين بعضها البعض، مما دفع بمليشيا فرقة الحمزات و لواء السلطان سليمان شاه (العمشات) من طلب إمدادات عسكرية من "هيئة تحرير الشامً و دعمها و تسهيل الطريق لها للدخول لحدود مدينة عفرين.

الأمر الذي مكّن الهيئة من السيطرة على كامل المدينة و قراها وتسليمها لهم دون أي مقاومة تُذكر من قبل المليشيات المسلحة، التي أخذت معظمها موقف الحياد ولم تحاول منع دخول "هيئة تحرير الشام" من دخول مدينة عفرين و السيطرة عليها.

عُقب سيطرة "الهيئة"على مدينة عفرين ومحاولتها التقدم أيضاً نحو مدينة إعزاز للسيطرة عليها مع باقي مناطق الشمال السوري، شهدت منطقة كفرجنة التي كانت خط النار بين الطرفين اشتباكات عنيفة مع استخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة. والاشتباكات أدت لسقوط العشرات بين قتلى و جرحى من مدنيين و مسلحيين بينهم ثلاث مدنيين كُرد من مدينة عفرين، فقدوا حياتهم نتيجة للاشتباكات التي حصلت خلال الأسبوع الفائت.

اقرأ أيضاً: تحذيرات كُردية من زيادة التغيير الديموغرافي بـ"عفرين".. بعد سيطرة "النصرة"

وفي هذا السياق، تحدث الناشط الإعلامي شيروان محمد (اسم مستعار خوفآ من الملاحقة الأمنية)  لـ ليفانت نيوز حول الأوضاع و الظروف التي يمر بها سكان مدينة عفرين منذ تقدم هيئة تحرير الشام و بسط سيطرتها على مدينة عفرين.

وقال (شيروان محمد): "عايش سكان مدينة عفرين و منذ بداية الحرب السورية الكثير من الأطراف العسكرية، بدايةً من حكم النظام السوري الذي كان يسيطر على المدينة حتى بداية الثورة السورية و من ثم حكم الإدارة الذاتية الذي استمر أيضاً فترة سبع سنوات".

وأضاف: "لتقوم تركيا بشن عملية عسكرية ضد المدينة، وتمكنت بموجبه من احتلال كامل مدينة عفرين و قراها برفقة مليشياته المسلحة منذ أكثر من أربع أعوام مضت". مشيراً إلى أنه "ودخل سكان عفرين حقبة جديدة في ظل الاحتلال التركي حيث عانوا من أبشع الظروف الإنسانية، من قتل و خطف و اعتقالات عشوائية و استيلاء على أملاك المواطنين الكرد و طردهم من منازلهم بالتهديد و قوة السلاح".

وأضاف "أما الآن، ومنذ فترة أسبوع أصبح سكان مدينة عفرين أمام مرحلة جديدة بعد تمكن هيئة تحرير الشام و المصنف على لوائح الإرهاب من الدخول للمدينة و السيطرة عليها".

و تابع قائلاً: "عقب تقدم الهيئة و سيطرتها على عفرين أصبح سكان مدينة عفرين في حيرة من أمرهم". مشيراً إلى تخوفهم من كيفية تعامل عناصر الهيئة مع السكان الكرد".

وبيّن (شيروان محمد) أن سبب تخوف الأهالي مرده إلى أن "هيئة تحرير الشام من أصحاب التفكير الديني المتطرف، وتعتبر أفكارهم متقاربة مع أفكار تنظيم داعش الإرهابي مما شكل حالة من الخوف و الذعر في نفوس المواطنين الكرد المتخوفين على مصيرهم".

اقرأ أيضاً: برعاية تركية.. جبهة النصرة الإرهابية تسيطر على عفرين

وأضاف "وما زاد من تخوف السكان الكرد هي قيام هيئة تحرير الشام بإصدار أول قراراتها وهي فرض ارتداء الحجاب و اللباس الشرعي على موظفات المجالس المحلية و المستشفيات و المنظمات العاملة و المدارس في المدينة و منع إحياء حفلات الأعراس المختلطة".

كما أكّد أيضاً على أن الحركة في المدينة منذ الأسبوع الفائت أصبحت شبه معدومة خاصة مع استمرار الاشتباكات في منطقة كفرجنة قبيل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. حيث تخوف سكان عفرين من استهداف مدينة عفرين بالقذائف الصاروخية أو المدفعية ما أدى لتوقف الحركة التجارية في المدينة وتضرر الكثير من المحال التجارية من الظروف التي تمر بها المدينة. إضافة لتأثر القطاع التعليمي وتردد المدنيين من إرسال أبناءهم للمدارس خوفاً عليهم من ظروف المدينة.

وأضاف "أريد أن أنوّه أيضاً بأنه وبالرغم من كل هذه الأحداث التي حدثت في مدينة عفرين وكافة مناطق الشمال السوري خلال الأسبوع الفائت، إلا أننا لم نرى أي موقف واضح من الجانب التركي الذي لم يتدخل لوقف العمليات القتالية بين الطرفين". مبيناً أن الجانب التركي لم يقم "بالإدلاء بقرارات توضح مصير هذه المناطق بالرغم من أنها هي الداعم الأساسي للطرفين".

وختم حديثه بالتساؤل، "هل قامت تركيا هي نفسها بكل هذه الأعمال لأنها تود بأن تقضي على وجود الميليشيات المسلحة، وأنها أصبحت مجرد ورقة محروقة لدى تركيا بعد تسخيرها لتنفيذ كافة مخططاها و أطماعها الاستعمارية في سوريا عامة والمناطق الكردية خاصة".

ليفانت نيوز_ خاص 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!